الابتكار والاتصال بالسوق

بقلم: أ. بثينة بن كريديس – من تونس

ظَفِرَ الطَّالِبُونَ وَاتَّصَلَ الوصلُ

وَفَازَ الأَحبَابُ بالأحبَابِ

وَبَقينا مُذّبذبينَ حَيَارى

بَينَ حَدِّ الوصولِ والاجتنابِ

أبو حامد الغزالي

سنتحدث في هذا المقال عن الوصل لا كما تحدث عنه الغزالي وإنما بمعنى الاتصال أو الارتباط بالسوق. وفي هذا السياق، سيقع إبراز العلاقة بين الابتكار والاتصال بالسوق وتحديداً اتصال المؤسسة بأسواقها.

إن معنى الوصل، على مستوى أدنى، نجده حتى في تعريف الابتكار من الناحية العملية الفلسفية إذ يعتبر الابتكار بمثابة “وصل شيئين ببعضهما البعض على مستوى أعمق وأكثر فائدة”. أما من الناحية العملية التطبيقية، يمكن تعريف الابتكار على أنه “فعل شيءٍ ما بطريقةٍ جديدة وحديثة، ويستطاع بها تقديم قيمة أكبر وتجربةٍ أفضل لكلٍ من العملاء والأسواق، وتكون مربحة للأعمال”.

لمعرفة علاقة الابتكار بالاتصال بالسوق أو اتصال المؤسسة بأسواقها، لابد من الإجابة على السؤال التالي: كيف يكون الابتكار فعالاً؟

بصفة عامة؛ يكون الابتكار فعالاً عندما يحقق الغاية منه وهي ضمان ارتباط المؤسسة بأسواقها على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل.

أن تكون المؤسسة متصلةً أو مرتبطة بالأسواق العاملة بها فذلك يعني أنها محافظة على مكانها في السوق.

وذلك يتحقق من خلال ثلاثة مستويات:

  • أن المؤسسة لازالت تحقق عائداً من السوق (تحقيق ربح تجاري في الأعمال)
  • أن المؤسسة تؤثر في السوق
  • أن المؤسسة لها دور قيادي في السوق (أو تقود السوق تماماً)

والابتكار هو أفضل وسيلة لتبقى المؤسسة متصلةً أو مرتبطة بأسواقها أي مستمرة في تحقيق الملاءمة مع أسواقها حتى تتمكن من مواصلة النهوض برسالتها والقدرة على الصمود في مواجهة التغيرات على المدى الطويل.

 وليتحقق ذلك، لا بد أن يكون الابتكار حاضراً من خلال تحقيق آفاقه أو اهدافه في المستويات الثلاثة المذكورة آنفاً بطريقة تضمن اتصال المؤسسة بالسوق.