
نظرة في هيكلة الابتكار
بقلم:
أ. أحمد ذيب أحمد
رئيس رابطة معهد الابتكار العالمي لشمال أفريقيا
الابتكار كالمجرة الكونية
الابتكار يمكن تمثيله بشكل عادل كالمجرة الكونية، فهو ليس حالة مفردة أو نشاط مستقبل ولا يستقيم الحديث عنه باعتباره نتيجة أو غاية نسعى لها وعند تحققها نبحث عن غيرها، بل هو وسيلة متكاملة وشاملة بمضامينها ومكوناتها لتحقيق الغايات.
عندما ننظر في نظام المجرات الكونية، سنلاحظ بشكل مباشر وجود نظام عام يحكم حركة الكواكب والأقمار والشموس وحتى الثقوب السوداء والنيازك، كلها تتحرك وفق نظام دقيق، مبني على توازنات متجذرة وعلاقات محددة تضمن سير العملية بشكل آمن ومنتج.
الابتكار نظام كوني
وهكذا هو الابتكار، ليس مجرد فكرة، وليس مجرد منتج، وليس مجرد حالة إبداعية وهو أيضا ليس مجرد إعادة هيكلة للموارد والطرق والأدوات، هو كل ذلك والمزيد هو نظام كوني متكامل الأركان، تتوزع فيه المكونات وتتفاعل وفق نظام محكم ومتوازن بأعلى الدرجات من الانضباط والحوكمة.
أطر الابتكار – القوة الناظمة
القوى الناظمة لهيكلة الابتكار تتماسك وتتطور بشكل متنامي ومتراكم انطلاقاً من ووفق تسلسل منطقي يتمثل فيما يلي:
- الإطار التنفيذي للابتكار: مجموعة المبادئ، والمؤهلات والأدوات والطرق التي تضبط العمليات التنفيذية للابتكار، انطلاقاً من التقاط الحاجة وصولاً لتقييم المنتج المبتكر وأداءه في السوق، مروراً بعمليات البحث والدراسة والتأكد.
- الإطار الاستراتيجي للابتكار: مجموعة المبادئ، والمؤهلات والأدوات والنماذج التي تضبط عملية التخطيط التكتيكي والاستراتيجي للابتكار والسعي لتحقيقه.
- الإطار الإداري – القيادي: مجموعة المبادئ والمؤهلات والأدوات والطرق التي تضبط عملية قيادة وإدارة الابتكار على مستوى الهيكل الوظيفي في المؤسسات.
وفي حين تمثل الأطر الثلاثة السابقة الهيكل الإنتاجي للابتكار، فإن الإطار الرابع يمثل الإطار ذا السطوة على تقييم الأداء والتخطيط والقيادة ضمن فلك الابتكار، إنه..
- الإطار التقييمي: مجموعة المبادئ والأسس والأدوات والطرق التي تضبط عملية تقييم الابتكار والحكم عليه.
في سلسلة تقييم الابتكار 360 درجة، سنتناول بالتفاصيل هذا الإطار الذي يمثل الضابطة العدلية لأعمال الابتكار ويمثل المؤهل الراسخ في قمة هرم عالم الابتكار وفلكه.
اضف تعليقا