الابتكار لضمان اتصال المؤسسة بالسوق

من خلال لعب دور قيادي في السوق

بقلم: أ. بثينة بن كريديس – من تونس

يعتبر هذا المستوى الأعلى من حيث الاتصال بالسوق ويكون فيه الابتكار وسيلةً لضمان أعلى درجات الاتصال بالسوق من خلال لعب دور قيادي في السوق أو قيادته. يتحقق ذلك من خلال الابتكار في خيارات جديدة كلياً ولها أثر تحويلي وخلق أسواق وعملاء جدد وبناء مسار أعمال غير مسبوق (مثال: تقديم قيمة جديدة كلياً) انطلاقا من التعمق في الحاجات غير الملباة غير المعروفة وغير المطلوبة / الإشارات الضعيفة.

نتحدث هنا عن الأفق الثالث للابتكار المتمثل في تحويل مسار الأعمال وهو أفق قيادي هدفه الإستراتيجي هو خلق خيارات جديدة بحيث يكون فيه الابتكار وسيلةً لخلق أعمال جديدة كلياً، ويتحقق في المدى الطويل. يرتكز الابتكار في هذا المستوى على التخيل أي التصور الواسع والمفتوح “لما قد يكون” في مرحلةٍ ما في المستقبل إضافةً إلى الكشف عن الفرص التحويلية والاستثمار فيها بهدف خلق أو بناء أداء جديد. ونقصد في هذا الإطار مساحات الابتكار الريادي وتصميم التوجهات المستقبلية في كل المجالات.

وتكون الابتكارات في هذا الإطار ابتكارات راديكالية وتحديداً ابتكارات مزعزعة وتحويلية. وتتمثل الابتكارات التحويلية في الابتكارات التي تقدم عروضاً وتجارب جذرية تحدث تحولاً.

جديرٌ بالذكر أن اتصال المؤسسات بأسواقها ليس كتلةً واحدةً إذ هناك مؤسسات متصلة بالسوق فقط على مستوى تحقيق العائد من السوق. وهناك مؤسسات أكثر اتصالا بالسوق من خلال التأثير فيه بينما تكون المؤسسات أكثر اتصالا بالسوق إذا ما حققت كل ما سبق مع لعب دور قيادي في السوق.

ويعتبر الابتكار الوسيلة الأكثر نجاعةً وفاعليةً لتحقيق أعلى درجة من الاتصال بالسوق.

نستنتج مما سبق أن الابتكار هو الوسيلة الناجعة لتحقيق اتصال المؤسسة بأسواقها من خلال تحقيق أحد أفق الابتكار أو كلها. وكلما كانت محفظة الابتكار تغطي أكثر عدد من الأفق الثلاثة للابتكار، كلما كانت درجة اتصال المؤسسة بالسوق أعمق.

وبالتالي، فإن المؤسسات الأكثر اتصالا بالسوق والتي تستطيع أن تعيش عمراً أطول هي المؤسسات الأكثر ابتكارا.