المرأة المبتكرة
بقلم: رائدة الأعمال/ بثينة الربيعية
المرأة المبتكرة… بداية الحكاية مع آفاق الابتكار ..
في كل مجتمع يسعى للنهوض، هناك صوت خافت في البداية… صوت امرأة تؤمن أنها تستطيع أن تغيّر.
امرأة لا تنتظر الفرصة بل تبتكرها. لا تكتفي بالمعتاد بل تعيد تشكيله.
ومع كل خطوة تَخلق فارقًا، لا لنفسها فقط، بل لأسرتها، لمجتمعها، ولأجيال لم تولد بعد.
أنا لا أبدأ الحديث عن “آفاق الابتكار” من بوابة المرأة لأنني لا أريد حصر الفكرة فيها،بل لأنني أؤمن أن من يفتح الأفق الأصدق في التغيير هو ذاك الذي عاش التحدي، وصنع من النقص فكرة، ومن الألم مشروعًا، ومن الصمت صوتًا يعبّر ويقود.
المرأة المبتكرة ليست حلمًا ورديًا ولا شعارًا تحفيزيًا…
إنها عقل واعٍ، ورؤية تتجاوز الواقع، وإرادة تبني مهما كانت المعوقات.
ومن هنا… تبدأ رحلتي معكم في آفاق الابتكار: من الذات إلى المجتمع، ومن الفكرة إلى التأثير.
في عالم يتغير بسرعة، لا تنتظر المرأة المبتكرة من يمنحها الضوء الأخضر، لأنها تُضيء من داخلها.
تبدأ من ذاتها الواعية، تبنيها، تعيد فهمها، وتزرع فيها بذور الرؤية. تعرف أن الإصلاح لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل.
وفي كل خطوة نحو الوعي، تتجلى إمكاناتها الخفية، وتتشكل ملامح رؤيتها الخاصة.
هنا، يتحول الابتكار من مجرد فكرة داخلية، إلى موقف حقيقي، وسلوك مؤثر.
لكن المرأة المبتكرة لا تكتفي بتطوير ذاتها…
بل تحمل في قلبها مسؤولية مجتمعية، تنقل ابتكارها إلى بيئتها.
تُدرك أن لكل فكرة قيمة، ولكل مبادرة بذور تغيير.
وهنا يحدث التحول من الفكرة إلى التأثير.
ولأنها لا تكتفي بالأثر المؤقت، فإنها تتبنى مفاهيم التنمية المستدامة.
لا تطرح الحلول لمرة واحدة فقط، بل تبتكر أنظمة قابلة للاستمرار.
تفكر في الناس، والأرض، والمعرفة، وتربط الابتكار بحياة تتجدد.
ومن هذا الوعي تبدأ في تحويل مبادراتها إلى أصول:
- مشاريع تخدم مجتمعها وتستمر حتى في غيابها،
- مصادر دخل تُمكّنها وتُمكّن نساء غيرها،
- محتوى معرفي وأدوات تعلّمية تتناقلها الأجيال،
- نموذج تفكير ملهم يُحتذى في كل مكان.
إنها لا تكتفي بأن “تُلهم“، بل تصنع خارطة طريق.
ترى في الفكرة مشروعًا، وفي المشروع قيمة، وفي القيمة تأثيرًا طويل الأمد.
هكذا تنتقل من بناء الذات، إلى بناء الوعي المجتمعي،
ومن إطلاق المبادرات، إلى تأسيس الأصول،
ومن الحلم… إلى التغيير الحقيقي.
“المسؤولية لا تُخيفني، بل تُشعل فيّ وهج التغيير.”
اضف تعليقا